الخميس، 18 أكتوبر 2012

من أستشير؟

ما خاب من استشار، بل أضاف عقولاً إلى عقله، وأقدم على أمره بطمأنينة تامة، لا سيما الأمور العظيمة كأمر الزواج فإنه أولى بالاستشارة، فينتقي المقدم على الزواج أهل الخبرة والدين والعقل والصلاح، في اختياره لشريكة أنسه وما سيقدم عليه من أمر الزواج، وهي -أو أهلها- في المقابل يستشيرون في قبوله، وتكون الاستشارة لمن اجتمعت فيه هذه الصفات أو أكثرها:
- أن يكون مؤتمناً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (المستشار مؤتمن) [رواه أبو داود: وصححه الألباني].
- أن يكون ذا حكمة وروية وإنصاف في النظر.
- أن يكون ذا تجربة سابقة.
- أن تكون له معرفة بالحال والظروف والبيئة المحيطة بالزوجين.
ولا بأس أن تكون الاستشارة متفرقة المواضيع والمجالات، فمثلاً قد يستشير في خلقها ودينها شخصاً ما، ويستشير في أهلها وما يريد من حالهم شخصاً آخر، وتستشار النساء في جمالها وشكلها وتدبيرها أمور البيت، ويستشار آخر في بعض التفاصيل، وفي المقابل الفتاة وأهلها يستشيرون فيما يريدون.
وأولى ما يستشار فيه هو الأمانة والدين والخلق وشرف الأسرة خاصة في بيئة كثر الفساد فيها، وإلا فالأصل أن الأسر مصونة جميعها.. وقاعدة هذا الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشير على أهل المرأة: (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض). [رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني] وقد أشار على الرجل أن يقصد ذات الدين بقوله: (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) [متفق عليه]. فموضوع الاستشارة إذن: مدى تحقيق وتطبيق هذه الصفات في أحد الطرفين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق